ايقونات التواصل الاجتماعي

هاشتاج انتخبوا العرص على الفيسبوك حملة شعبية مضاضة لترشح السيسي


هاش تاج انتخبوا العرص على الفيسبوك حملة شعبية مضاضة لترشح السيسي

ليست التصريحات السياسية، ولا المؤتمرات الصحافية، ولا اللوحات الإعلانية، ولا برامج "التوك شو" المصرية هي من أعلن الحرب بين مؤيدي ترشح عبد الفتاح السيسي لمنصب رئيس الجمهورية، وبين المناوئين له. الحرب إندلعت.. لكن من مفاتيح - هاشتاغ "تويتر" و"فايسبوك" ومن حملات مضادة.
 
#انتخبوا_العرص هو الهاشتاغ الذي غزا مواقع التواصل الإجتماعي، في إشارة إلى عبد الفتاح السيسي، وحصد مئات آلاف التغريدات في "تويتر" وحده وفي خلال 48 ساعة فقط. احتل المفتاح هذا، والذي تحول حملة رافضة لترشح السيسي، المركز الأول بين التغريدات المصرية، والمركز الثالث عالمياً، بحسب متابعين لإحصاءات "تويتر". إلا أن هذا الأمر سرعان ما أثار حفيظة المؤيدين للسيسي، فأطلقوا مقابله الهاشتاغ المضاد #سأنتخب_السيسي، ليزاحم #انتخبوا_العرص على ترتيبه ويحتل الموقع الأول في بعض الأوقات.. حتى تحولت حملات "الهاشتاغات" إلى حرب نفسية عنوانها الموقف من السيسي وسعي إلى كسر الروح المعنوية لكل فريق.
يبقى أن الهاشتاغ المضاد لترشح السياسي حصد انتشاراً واسعاً، نظراً إلى الجدل الذي فجّره، والأرجح لأن السخرية غالباً ما تسود على انتماء يؤخذ، أكثر مما ينبغي، على محمل الجد، والنقد والمعارضة أكثر جاذبية (وربما استفزازاً للمتابعة بالنسبة إلى البعض)، من التأييد... خصوصاً مع جرأة استخدام المعارضين لكلمة تعدّ شتيمة باللهجة الدارجة.
لم تقتصر #انتخبوا_العرص التي استخدمها مغردون بأسماء حقيقة، على "تويتر" أو الصفحة الفايسبوكية التي نالت أكثر من 56 ألف "لايك"، بل تُرجم الهاشتاغ إلى لغات مختلفة، وامتد إلى خارج الفضاء الإلكتروني، ليظهر كغرافيتي على الجدران في شوارع مصرية.  
"المدن" تحدثت مع أحد مطلقي الصفحة في "فايسبوك"، وهو يلقّب نفسه بـ"مايو شهيد". ويقول الشاب العشريني إن "الصفحة/الحملة إنطلقت فعلياً في السابع من آذار/مارس الجاري، عند تزايد الحديث عن ترشح السيسي، لكنها أصبحت فاعلة مع إعلان ترشحه رسمياً".

"مايو شهيد" الذي ينفي أن يكون منتمياً للإخوان المسلمين، يقول إن "الهدف من الحملة إسقاط السيسي لتحقيق مصلحة عامة ولتحقيق مصلحتنا نحن كشباب مؤمنين بالديموقراطية وبالقضاء على الظلم والاستبداد وقمع الحريات وتنفيذ القصاص لدماء الشهداء التي تسيل يومياً". أما عن اسم الحملة  والشتيمة، فيوضح "مايو شهيد": "أنا مقتنع بأن الأنظمة تسقط عندما تُهان، لهذا اخترنا مواجهة السياسي بهذا السلاح، لا سيما أن الإعلام يصوره للشعب على أنه مسيح العصر مع أنه في رأيي سفاح العصر" .
أما الباحث في علم الاجتماعي السياسي، أحمد عبد الحميد، فيرى أن أثر الحالة التي أحدثتها الحملة "ايجابي جداً ويصب في الرؤية نفسها التي تقول إن الدولة السلطوية هي جزء من التاريخ، شئنا أم أبينا، والتي تعتبر أيضاً إن إعادة إنتاجها مرة ثانية رهن قوة الدفع في مؤسساتها وفاعلياتها وأدواتها وإنها ستسحق بقوة السيولة الموجودة، سواء كانت سيولة الفاعلين الجدد، أو سيولة الإعلام البديل.. أو غيرها".
وعن مستقبل الحملة وأثرها في المستقبل يقول عبد الحميد إن "الجيش في صلب العملية السياسية المصرية، ويشكل هذا خطراً على وظيفة الجيش الأساسية، فالانغماس في السياسة يُضعف وظيفته الحقيقية". ويضيف: "معارضة هذا الواقع ستخرج من المجال الإفتراضي وتنمو مع كل ممارسة سلبية تؤثر في الحقوق الإقتصادية والإجتماعية للمصريين، وسنرى كيف يتحول الإحتقان الإلكتروني إلى إحتقان شعبي".
مما لاشك فيه أن اسم الحملة يحمل لفظاً يُعد مسيئاً في العرف المصري، لكن الكثير من المشاركين فيها يرون هذا "تكثيفاً ثورياً. وعبّر عن هذه الفكرة مخرج الوثائقيات عماد السيد في صفحته في "فايسبوك" معتبراً أن "حملة #انتخبوا_العرص حملة عظيمة، ومن ابتدعها صاحب عقل لبيب، حيث حاول #السيسي رسم نفسه في صورة البطل المنقذ والأسد الجريء في أذهان الناس. فمهما حاولت أن تشرح لهم المجازر التي ارتكبها فهو في نظرهم "دكر" يحارب الإرهاب. فكان لقب العرص هو إصابة مباشرة ومضادة للصورة التي يحاول رسمها، وعرص هي الكلمة المضادة لكلمة "دكر". وعرص كلمة واحدة قريبة للغاية من عامة الشعب ولا تحتاج إلى شرح أو توضيح، يكفي أن يسألك أحدهم: من ستنتخب؟ فتقول: العرص".
التفاعل مع الحملة لم يكن بالكثافة نفسها لدى المغردات والمعلقات، فبعضهن لجأ إلى الترجمة الخاصة بالكلمة، تحاشياً لاستخدام اللفظ بشكل مباشر، مستعينات، كبديل، بهاشتاغ يترجم المعنى عينه إلى الانكليزية vote_for_the_pimp# . واستخدمته إحدى المغردات قائلة إنها تؤيد الحملة "رغبة مني في كسر أسطورة السيسي في وجدان الشعب المصري، خصوصاً أن اللفظ المسيء ينطبق إلى حد كبير على السيسي بطريقة كلامه المستفزة". في حين تحفظ البعض على اللفظ، رغم تأييدهم لهدف الحملة، لذا غيروا في اسم الحملة لتصبح #انتخبوا_البرص.
ودافع كثيرون عن الحملة، بتضمّنها للشتيمة، واعتبروا أن الإعلام المؤيد للسيسي لا يتوانى عن استخدام كثير من الألفاظ المسيئة لمن يعارضونهم، وذلك في إطار الحرب النفسية والانتقاص من قدر مناوئي الرجل. وكتب مغرد إن "جرائم وأفعال السيسي أقبح من اللفظ المستخدم، واللفظ يكشف القبح ويصف الحالة فقط، فهو لفظ كاشف لحالة ويصفها، وليس مؤسساً لها".
الحرب مستمرة، والهاشتاغ سلاحها. وتدل كل الإشارات أنها لن توفر لفظاً أو وسيلة للضغط النفسي من كلا الطرفين... إنها حرب لن تتوقف قريباً.
_________________________
كلام علمي .. و توضيح لغوي ..

بمناسبة هاشتاج #انتخبوا_العرص

أصبحت هناك رغبة ملحة في تحرير مصطلح "العرص" وفهم أبعاده وسياقه التاريخي نظرا لما نحن مقبلون عليه من كثرة استخدام لهذا المصطلح الذي بات التوصيف الأمثل بل والوحيد لكثير من الأشخاص في هذه الأيام..

من هو العرص؟

تاريخيا "العرص" هو اسم وظيفة كانت موجودة قديما في وزارة الداخلية المصرية.. نعم أيها السادة فالعرص كان في الأصل شرطي مصري.. وبالطبع كان هذا الاسم هو الاسم الشعبي لصاحب هذه الوظيفة حيث اعتاد المصريون أن يخلعوا ألقابا شعبية على أصحاب الوظائف المختلفة وخاصة أفراد الشرطة مثل "العشماوي" وهو الشرطي المسئول عن تنفيذ حكم الإعدام فيمن ثبت عليه التهمة و مازال هذا الاسم يستخدم حتى الآن و"السماوي" وهو الشرطي المسئول عن قتل الكلاب الضالة الذي كان يجوب الشوارع قديما وهكذا..
فما هي وظيفة العرص؟

تماشيا مع سياسات المحتل الإنجليزي كانت الدعارة في مصر عملا قانونيا ونشاطا اقتصاديا مباحا لا حرج من ممارسته طالما استوفى الأوراق والتراخيص اللازمة.. وكان القانون ينظم عمل دور البغاء ويتم إصدار التراخيص للفتيات العاملات (البغايا) بعد توقيع الكشف الطبي الدوري عليهن نظرا لخطورة هذا النشاط ورغبة الحكومة المصرية في السيطرة على ما قد ينتج عنه من تفش لأمراض خطيرة..

وكانت وسيلة الحكومة في مراقبة الفتيات البغايا هي تخصيص أفراد من الشرطة للقيام بالفحص الدوري والمستمر لتراخيص هؤلاء البغايا والتأكد من صلاحيتها والتضييق على العاملات بدون ترخيص أو اللاتي لم يقمن بتجديد تراخيصهن..

لسبب لا يعلمه إلا الله أطلق المصريون على هذا الشرطي الذي يقتحم بيوت الدعارة في أي وقت باحثا عن تراخيص البغايا اسم "العرص"..

أما لماذا هذه الكلمة بالذات فربما حملت دلالاتها اللغوية ما دفع المصريون ساعتها لإلصاقها بهذه الوظيفة حسب تصورهم لها آنذاك..

وعلى أي حال فهذه هي معاني كلمة عرص بحسب القاموس

عرص - تعريصا:
1 - عرص اللحم : لم ينضجه . 2 - عرص اللحم : وضعه في الشمس ليجف . 3 - عرص الجمل : ذلل ظهره .

المعجم: الرائد
عرص - يعرص ، عرصا:
1 - عرصت السماء : دام برقها . 2 - عرص البرق : اضطرب . 3 - عرص الولد : لعب ومرح .

المعجم: الرائد
وأيا كان المدلول اللفظي للكلمة فمن الواضح أن المصريين رأوا فيها أفضل تعبير عن المسمى الوظيفي لها..

المهم أنه نظرا لحقارة مهنة البغاء بوجه عام صار هذا العرص من أصحاب الوظائف الوضيعة في نظر عموم الشعب إذ كان هذا الشرطي يقتحم بيوت الدعارة بكل حماس وهمة، لا لإيقاف ما بها من فواحش بل للتأكد من أن كل شيء تمام، وأن الفتيات العاهرات لائقات طبيا لممارسة المهنة وأن الزبون المحترم قد وضع "ثقته" في "أيد" أمينة..

لذا كان طبيعيا مع الوقت أن تصير العرص صفة قبيحة تحمل معنى الدياثة حتى صار الكثيرون يعتقدون أن عرص هي لفظة عامية لكلمة ديوث ولا يدركون أن العرص هو مجرد شرطي يقوم بأداء وظيفته..

واشتقت من هذه الصفة لفظة التعريص وهي ممارسة مهام الشرطي العرص من دياثة أو تكسب من الحرام والتماهي معه بوجه عام..

وفي عام ١٩٤٩ وبفضل جهود متواصلة من الإخوان المسلمين تم الغاء الدعارة المقننة في مصر.. ففي فبراير عام ١٩٤٢ كانت أول مشاركة سياسية للإخوان في مصر حيث ترشح المرشد العام حسن البنا في دائرة الإسماعيلية لمجلس النواب المصري، وضغط الاحتلال الإنجليزي على حكومة النحاس باشا الوفدية، فقام النحاس باشا بمفاوضة الإمام البنا حتي يتنازل عن ترشحه وإلا حُلت الجماعة، فوافق الإمام البنا علي الانسحاب بشروط قبلتها الحكومة وكان من أبرزها إلغاء البغاء وغلق بيوت الدعارة وجعلها عملا مجرما.. وبعد كثير من المماطلات من جانب الحكومة ومع استمرار الضغوط من جانب الإخوان تحقق أخيرا مطلب الإخوان بإلغاء الدعارة وصار العرص بلا وظيفة..

ورغم انتهاء وظيفة العرص إلا أن سمعتها السيئة وطبيعتها القذرة قد صارت مقترنة في وعي المصريين بكل من تنطبق عليه شروط التعريص من الدياثة الفجة والسكوت عن الحق والتكسب من ممارسة الباطل..

ولكل ما سبق أقول أن عداء الإخوان المسلمين مع العرص هو عداء تاريخي وثأر لم تطفئه الأيام..
#انتخبوا_العرص

هاشتاج انتخبوا العرص على الفيسبوك حملة شعبية مضاضة لترشح السيسي

هاشتاج انتخبوا العرص على الفيسبوك حملة شعبية مضاضة لترشح السيسي


هاش تاج انتخبوا العرص على الفيسبوك حملة شعبية مضاضة لترشح السيسي

ليست التصريحات السياسية، ولا المؤتمرات الصحافية، ولا اللوحات الإعلانية، ولا برامج "التوك شو" المصرية هي من أعلن الحرب بين مؤيدي ترشح عبد الفتاح السيسي لمنصب رئيس الجمهورية، وبين المناوئين له. الحرب إندلعت.. لكن من مفاتيح - هاشتاغ "تويتر" و"فايسبوك" ومن حملات مضادة.
 
#انتخبوا_العرص هو الهاشتاغ الذي غزا مواقع التواصل الإجتماعي، في إشارة إلى عبد الفتاح السيسي، وحصد مئات آلاف التغريدات في "تويتر" وحده وفي خلال 48 ساعة فقط. احتل المفتاح هذا، والذي تحول حملة رافضة لترشح السيسي، المركز الأول بين التغريدات المصرية، والمركز الثالث عالمياً، بحسب متابعين لإحصاءات "تويتر". إلا أن هذا الأمر سرعان ما أثار حفيظة المؤيدين للسيسي، فأطلقوا مقابله الهاشتاغ المضاد #سأنتخب_السيسي، ليزاحم #انتخبوا_العرص على ترتيبه ويحتل الموقع الأول في بعض الأوقات.. حتى تحولت حملات "الهاشتاغات" إلى حرب نفسية عنوانها الموقف من السيسي وسعي إلى كسر الروح المعنوية لكل فريق.
يبقى أن الهاشتاغ المضاد لترشح السياسي حصد انتشاراً واسعاً، نظراً إلى الجدل الذي فجّره، والأرجح لأن السخرية غالباً ما تسود على انتماء يؤخذ، أكثر مما ينبغي، على محمل الجد، والنقد والمعارضة أكثر جاذبية (وربما استفزازاً للمتابعة بالنسبة إلى البعض)، من التأييد... خصوصاً مع جرأة استخدام المعارضين لكلمة تعدّ شتيمة باللهجة الدارجة.
لم تقتصر #انتخبوا_العرص التي استخدمها مغردون بأسماء حقيقة، على "تويتر" أو الصفحة الفايسبوكية التي نالت أكثر من 56 ألف "لايك"، بل تُرجم الهاشتاغ إلى لغات مختلفة، وامتد إلى خارج الفضاء الإلكتروني، ليظهر كغرافيتي على الجدران في شوارع مصرية.  
"المدن" تحدثت مع أحد مطلقي الصفحة في "فايسبوك"، وهو يلقّب نفسه بـ"مايو شهيد". ويقول الشاب العشريني إن "الصفحة/الحملة إنطلقت فعلياً في السابع من آذار/مارس الجاري، عند تزايد الحديث عن ترشح السيسي، لكنها أصبحت فاعلة مع إعلان ترشحه رسمياً".

"مايو شهيد" الذي ينفي أن يكون منتمياً للإخوان المسلمين، يقول إن "الهدف من الحملة إسقاط السيسي لتحقيق مصلحة عامة ولتحقيق مصلحتنا نحن كشباب مؤمنين بالديموقراطية وبالقضاء على الظلم والاستبداد وقمع الحريات وتنفيذ القصاص لدماء الشهداء التي تسيل يومياً". أما عن اسم الحملة  والشتيمة، فيوضح "مايو شهيد": "أنا مقتنع بأن الأنظمة تسقط عندما تُهان، لهذا اخترنا مواجهة السياسي بهذا السلاح، لا سيما أن الإعلام يصوره للشعب على أنه مسيح العصر مع أنه في رأيي سفاح العصر" .
أما الباحث في علم الاجتماعي السياسي، أحمد عبد الحميد، فيرى أن أثر الحالة التي أحدثتها الحملة "ايجابي جداً ويصب في الرؤية نفسها التي تقول إن الدولة السلطوية هي جزء من التاريخ، شئنا أم أبينا، والتي تعتبر أيضاً إن إعادة إنتاجها مرة ثانية رهن قوة الدفع في مؤسساتها وفاعلياتها وأدواتها وإنها ستسحق بقوة السيولة الموجودة، سواء كانت سيولة الفاعلين الجدد، أو سيولة الإعلام البديل.. أو غيرها".
وعن مستقبل الحملة وأثرها في المستقبل يقول عبد الحميد إن "الجيش في صلب العملية السياسية المصرية، ويشكل هذا خطراً على وظيفة الجيش الأساسية، فالانغماس في السياسة يُضعف وظيفته الحقيقية". ويضيف: "معارضة هذا الواقع ستخرج من المجال الإفتراضي وتنمو مع كل ممارسة سلبية تؤثر في الحقوق الإقتصادية والإجتماعية للمصريين، وسنرى كيف يتحول الإحتقان الإلكتروني إلى إحتقان شعبي".
مما لاشك فيه أن اسم الحملة يحمل لفظاً يُعد مسيئاً في العرف المصري، لكن الكثير من المشاركين فيها يرون هذا "تكثيفاً ثورياً. وعبّر عن هذه الفكرة مخرج الوثائقيات عماد السيد في صفحته في "فايسبوك" معتبراً أن "حملة #انتخبوا_العرص حملة عظيمة، ومن ابتدعها صاحب عقل لبيب، حيث حاول #السيسي رسم نفسه في صورة البطل المنقذ والأسد الجريء في أذهان الناس. فمهما حاولت أن تشرح لهم المجازر التي ارتكبها فهو في نظرهم "دكر" يحارب الإرهاب. فكان لقب العرص هو إصابة مباشرة ومضادة للصورة التي يحاول رسمها، وعرص هي الكلمة المضادة لكلمة "دكر". وعرص كلمة واحدة قريبة للغاية من عامة الشعب ولا تحتاج إلى شرح أو توضيح، يكفي أن يسألك أحدهم: من ستنتخب؟ فتقول: العرص".
التفاعل مع الحملة لم يكن بالكثافة نفسها لدى المغردات والمعلقات، فبعضهن لجأ إلى الترجمة الخاصة بالكلمة، تحاشياً لاستخدام اللفظ بشكل مباشر، مستعينات، كبديل، بهاشتاغ يترجم المعنى عينه إلى الانكليزية vote_for_the_pimp# . واستخدمته إحدى المغردات قائلة إنها تؤيد الحملة "رغبة مني في كسر أسطورة السيسي في وجدان الشعب المصري، خصوصاً أن اللفظ المسيء ينطبق إلى حد كبير على السيسي بطريقة كلامه المستفزة". في حين تحفظ البعض على اللفظ، رغم تأييدهم لهدف الحملة، لذا غيروا في اسم الحملة لتصبح #انتخبوا_البرص.
ودافع كثيرون عن الحملة، بتضمّنها للشتيمة، واعتبروا أن الإعلام المؤيد للسيسي لا يتوانى عن استخدام كثير من الألفاظ المسيئة لمن يعارضونهم، وذلك في إطار الحرب النفسية والانتقاص من قدر مناوئي الرجل. وكتب مغرد إن "جرائم وأفعال السيسي أقبح من اللفظ المستخدم، واللفظ يكشف القبح ويصف الحالة فقط، فهو لفظ كاشف لحالة ويصفها، وليس مؤسساً لها".
الحرب مستمرة، والهاشتاغ سلاحها. وتدل كل الإشارات أنها لن توفر لفظاً أو وسيلة للضغط النفسي من كلا الطرفين... إنها حرب لن تتوقف قريباً.
_________________________
كلام علمي .. و توضيح لغوي ..

بمناسبة هاشتاج #انتخبوا_العرص

أصبحت هناك رغبة ملحة في تحرير مصطلح "العرص" وفهم أبعاده وسياقه التاريخي نظرا لما نحن مقبلون عليه من كثرة استخدام لهذا المصطلح الذي بات التوصيف الأمثل بل والوحيد لكثير من الأشخاص في هذه الأيام..

من هو العرص؟

تاريخيا "العرص" هو اسم وظيفة كانت موجودة قديما في وزارة الداخلية المصرية.. نعم أيها السادة فالعرص كان في الأصل شرطي مصري.. وبالطبع كان هذا الاسم هو الاسم الشعبي لصاحب هذه الوظيفة حيث اعتاد المصريون أن يخلعوا ألقابا شعبية على أصحاب الوظائف المختلفة وخاصة أفراد الشرطة مثل "العشماوي" وهو الشرطي المسئول عن تنفيذ حكم الإعدام فيمن ثبت عليه التهمة و مازال هذا الاسم يستخدم حتى الآن و"السماوي" وهو الشرطي المسئول عن قتل الكلاب الضالة الذي كان يجوب الشوارع قديما وهكذا..
فما هي وظيفة العرص؟

تماشيا مع سياسات المحتل الإنجليزي كانت الدعارة في مصر عملا قانونيا ونشاطا اقتصاديا مباحا لا حرج من ممارسته طالما استوفى الأوراق والتراخيص اللازمة.. وكان القانون ينظم عمل دور البغاء ويتم إصدار التراخيص للفتيات العاملات (البغايا) بعد توقيع الكشف الطبي الدوري عليهن نظرا لخطورة هذا النشاط ورغبة الحكومة المصرية في السيطرة على ما قد ينتج عنه من تفش لأمراض خطيرة..

وكانت وسيلة الحكومة في مراقبة الفتيات البغايا هي تخصيص أفراد من الشرطة للقيام بالفحص الدوري والمستمر لتراخيص هؤلاء البغايا والتأكد من صلاحيتها والتضييق على العاملات بدون ترخيص أو اللاتي لم يقمن بتجديد تراخيصهن..

لسبب لا يعلمه إلا الله أطلق المصريون على هذا الشرطي الذي يقتحم بيوت الدعارة في أي وقت باحثا عن تراخيص البغايا اسم "العرص"..

أما لماذا هذه الكلمة بالذات فربما حملت دلالاتها اللغوية ما دفع المصريون ساعتها لإلصاقها بهذه الوظيفة حسب تصورهم لها آنذاك..

وعلى أي حال فهذه هي معاني كلمة عرص بحسب القاموس

عرص - تعريصا:
1 - عرص اللحم : لم ينضجه . 2 - عرص اللحم : وضعه في الشمس ليجف . 3 - عرص الجمل : ذلل ظهره .

المعجم: الرائد
عرص - يعرص ، عرصا:
1 - عرصت السماء : دام برقها . 2 - عرص البرق : اضطرب . 3 - عرص الولد : لعب ومرح .

المعجم: الرائد
وأيا كان المدلول اللفظي للكلمة فمن الواضح أن المصريين رأوا فيها أفضل تعبير عن المسمى الوظيفي لها..

المهم أنه نظرا لحقارة مهنة البغاء بوجه عام صار هذا العرص من أصحاب الوظائف الوضيعة في نظر عموم الشعب إذ كان هذا الشرطي يقتحم بيوت الدعارة بكل حماس وهمة، لا لإيقاف ما بها من فواحش بل للتأكد من أن كل شيء تمام، وأن الفتيات العاهرات لائقات طبيا لممارسة المهنة وأن الزبون المحترم قد وضع "ثقته" في "أيد" أمينة..

لذا كان طبيعيا مع الوقت أن تصير العرص صفة قبيحة تحمل معنى الدياثة حتى صار الكثيرون يعتقدون أن عرص هي لفظة عامية لكلمة ديوث ولا يدركون أن العرص هو مجرد شرطي يقوم بأداء وظيفته..

واشتقت من هذه الصفة لفظة التعريص وهي ممارسة مهام الشرطي العرص من دياثة أو تكسب من الحرام والتماهي معه بوجه عام..

وفي عام ١٩٤٩ وبفضل جهود متواصلة من الإخوان المسلمين تم الغاء الدعارة المقننة في مصر.. ففي فبراير عام ١٩٤٢ كانت أول مشاركة سياسية للإخوان في مصر حيث ترشح المرشد العام حسن البنا في دائرة الإسماعيلية لمجلس النواب المصري، وضغط الاحتلال الإنجليزي على حكومة النحاس باشا الوفدية، فقام النحاس باشا بمفاوضة الإمام البنا حتي يتنازل عن ترشحه وإلا حُلت الجماعة، فوافق الإمام البنا علي الانسحاب بشروط قبلتها الحكومة وكان من أبرزها إلغاء البغاء وغلق بيوت الدعارة وجعلها عملا مجرما.. وبعد كثير من المماطلات من جانب الحكومة ومع استمرار الضغوط من جانب الإخوان تحقق أخيرا مطلب الإخوان بإلغاء الدعارة وصار العرص بلا وظيفة..

ورغم انتهاء وظيفة العرص إلا أن سمعتها السيئة وطبيعتها القذرة قد صارت مقترنة في وعي المصريين بكل من تنطبق عليه شروط التعريص من الدياثة الفجة والسكوت عن الحق والتكسب من ممارسة الباطل..

ولكل ما سبق أقول أن عداء الإخوان المسلمين مع العرص هو عداء تاريخي وثأر لم تطفئه الأيام..
#انتخبوا_العرص